17 Apr
17Apr

عندما سألوا البابا ثاؤفيلوس الثالث (وهو البطريرك الوحيد الَّذي يدخل القبر المقدّس ويخرج حاملاً النور المقدّس ) عن ماذا يشعر عندما يرى النور المقدّس خارجاً من القبر وماذا يحدث بالتفصيل قبل خروج النور يقول :

"أركع أمام الحجر الَّذي وُضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى ،وأواصل الصلاة بخوف وتقوى، و هي صلاة كانت وما تزال تتلى ، و عندها تحدث أعجوبة إنبثاق النور المقدّس ( النار المقدّسة) من داخل الحجر المقدّس الَّذي وُضع عليه جسد المسيح الطاهر.

ويكون هذا النور المقدّس ذو لون أزرق و من ثم يتغيّر إلى عدّة ألوان ، وهذا لا يمكن تفسيره في حدود العلم البشريّ، لأنّ إنبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، و يظهر كأنّه غيمة رطبة ولكنّه نور مقدّس.

ظهور النور المقدّس يكون سنويًّا بأشكال مختلفة، فإنّه مراراً يملأ الغرفة الَّتي يقع فيها قبر المسيح المقدّس.

و أهم صفات النور المقدّس أنّه لا يحرق، و قد إستلمت هذا النور المقدّس ستّة عشرة سنة، و لم تحرق لحيتي.

و أنه يظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي أحملها، و من ثمّ أخرج و أعطي النور المقدّس لبطريرك الأرمن و الأقباط، وجميع الحاضرين".

و النور المقدّس يضيء بعض شموع المؤمنين الأتقياء بنفسه، و يضيء القناديل العالية المطفئة أمام جميع الحاضرين.

يطير هذا النور المقدّس كالحمامة إلى كافة أرجاء الكنيسة، و يدخل الكنائس الصغيرة مضيئاً كلّ القناديل.




أريد أن أضع صفات النور المقدّس ضمن النقاط الآتية :


أ) لا يحرق أي جزء من الجسم إذا وقع عليه ، و هذا برهان على ألوهيّة المصدر وأنّه له صفات فوق الطبيعة.


ب) ينبثق بتضرّعات البطريرك الأورثوذكسي.


ج) يضيء شموع بعض المؤمنين بنفسه، و ينتقل من جهة إلى أخرى ليضيء القناديل في الكنيسة المقدّسة.
و يقول الكثيرون أنّهم تغيّروا بعد حضور هذة العجيبة المقدّسة.


الأعجوبة المثلى حدثت في سنة ١٥٧٩ مع الأرمن، إذ قام الأرمن بدفع المال للأتراك ليوافقوا على دخول البطريرك الأرمني للقبر المقدّس حتّى ينبثق النور، و أثناء ذلك كان البطريرك الأورثوذكسي واقفاً حزيناً مع رعيّته عند الباب قرب العمود الَّذي إنشقّ من الوسط و إنبثق منه النور المقدّس.

و رأى ذلك أحد الأشخاص كان قريباً، فآمن بالمسيح.

وهناك أيضاً رجل عسكري شاهد هذه الأعجوبة إذ كان واقفاً على بناية بالقرب من بوّابة كنيسة القيامة ، فصرخ بأعلى صوته :

إنّ المسيح هو الله و رمى نفسه من علو ١٠ أمتار ، و لم يحدث له شيء من الضرر وطبعت آثار أقدامه على الحجارة الَّتي صارت تحته ليّنة كالشمع، وهي شاهدة على هذه الأعجوبة على الرغم من محاولة الأتراك لمحيها، ولم يستطيعوا، فقاموا بحرق هذا الشهيد بالقرب من بوّابة كنيسة القيامة في القدس، ثمّ جمع اليونانيّون عظامه ووضعوها في دير بناجيا ، وبقيت عظامه حتَّى القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تنشر رائحة طيّبة.

وهذه الحادثة حدثت في عهد السلطان مراد الخامس، و في عهد البطريرك صفرونيوس الخامس.

وما زال العمود مع الشقّ الَّذي فيه شاهداً على هذة الأعجوبة إلى يومنا هذا.

و يقوم الزوّار بتقبيل هذا العمود عند دخول كنيسة القيامة المقدّسة.


الَّذين ينكرون صلب المسيح و قيامته، وضعوا موانع في طريق هذه المعجزة، هناك مؤرّخ معروف يدعى البيروني أخبر أنّ حاكماً مسلماً وضع فتائل مصنوعة من النحاس بدل الفتائل التي تشتعل لإفشال المعجزة، ولكن عند إنبثاق النور المقدّس أضيئت أسلاك النحاس ، مجداً للثالوث القدّوس. آميـــــــن.



منقول /خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.