الصيد العجيب ( لو ٥ / ١-١١ ) / تأمّل يوم ٤ تشرين الأوّل ٢٠٢١
الصيد العجيب ( لو ٥ / ١-١١ ) / تأمّل يوم ٤ تشرين الأوّل ٢٠٢١
03 Oct
03Oct
غريبٌ أمر هذا الرجل ، الكل يُحاربونهُ الفريسيّون والصدّوقيّون والسلطة المدنية تترصّده وتراقبه ، ومع هذا نرى الجموع تلحق به وتتبعه بإستمرار إلى البريّة ، وإلى الشواطئ وإلى كُلِّ مكان .
لا شكّ إن الحشريّة كانت تدفع البعض إلى اللحاق بيسوع ، كما أن المنفعة كانت تحثّ البعض للركض وراءه .
لكنَّ كثيرين أيضاً كانوا يتبعونه لسماع تعليمه ، "إنه ما نطق إنسان بمثل ما ينطق هذا الرجل ". ( يوحنَّا ٧ / ٤٦ ).
مسكين الإنسان الذي يتّكل على نفسه فقط ، في العمل الروحي ، ولا يتّكل على الله وعلى معونة النِعمة الإلهيّة .
قد ينسى الإنسان أحياناً كلمة الرب يسوع ، "بدوني لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً ". ( يوحنَّا ١٥ / ٥ ).
أوقات كثيرة نعمل نشاطات كثيرة في حياتنا الإجتماعيّة والكنسيّة ونعمل كثيراً لكن بدون فائدة ، أحياناً كثيرة نقارب حدود اليأس ، لكن لم نصب شيئًا.
فيجاوبنا الرب يسوع ، في كلِّ هذا قد نكون قد إتكلنا على قوّتنا وعلى مواهبنا ، وعلى عملنا الشخصي .
خوري آرس كان رجل الله ، فكان قديّساً وكذلك القديّسون ، نفس الكلمة " كل ما تسألونه بالصلاة بإيمان تنالونهُ ".( متى ٢٢/٢٢).
كذلك الحيّاة مع الرب يسوع : هي حياة في العمق.
كذلك الحياة مع الرب يسوع إن لم ندخل الى العمق تبقى فارغة.
إنّ السطحية مع يسوع لم توصل إلى شيء، ولا تؤثر في أحد.
علينا أن ندخل في أعماق الإنجيل لنكتشف روح يسوع المسيح، وعلينا أن نتعمق في درس حياة الرب يسوع المسيح لنصل الى محبته وخدمته.
الحياة مع الله ليست فقط في مظاهر خارجية، وفي عبادات كثيرة جميلة، إنما هي روح وحياة مع الله تغيرت الأحوال، وكثر السمك والنتائج.
لم يصب الرسل شيئا من السمك بمفردهم، لكنهم أصابوا الشيء الكثير منه حتى تمزقت الشبكة بفعل كلمة الله.
بكلمة مِن الرب يسوع المسيح حصلت الأعجوبة، كلمة مِنهُ تقدموا إلى العمق ، يعني تقدموا في محبة الله وفي درس الانجيل.
في هذا الانجيل راى الرب يسوع الصيادين يغسلون الشباك، والناس مجتمعين حولهم فجلس يعلمهم عن موضوع له علاقة بالصيد حتى في الدعوة إلى أتباعه، كان ينتظر فرصة مناسبة، فبينما كان أندراوس وبطرس في الصيد، ومتى العشّار على مائدة الجباية، وفيليبس تحت التينة، قال لكل واحد منهم إتبعني لا تخف فإنك من الآن تكون صيّاداً للناس.
إن بطرس ورفاقه لم يقدروا أن يصطادوا شيئاً من السمك.
كانوا في حزن وكآبة وقلق على مصير عائلاتهم، فإجترح المعجزة، وأراح قلوبهم، ثم كلّمهم عمّا يخصّ ملكوت الله ودعاهم إلى إتّباعه حتى يجعل منهم صيّادي النفوس إلى الملكوت.
تقّدم يا بطرس إلى العمق، ثم لا بد من طاعة :
"بكلمتك يا رب ألقي الشبكة".
الطاعة لإرادة الله في كل شيء توصلنا إلى الكثير من النجاح.
مريم العذراء تواضعت وأطاعت (فصنع الله بها عظائم).
عندما أطاعوا الصيّادون، كثُرٓ السمك وكادت الشباك تتمزق صرخوا بالآخرين للمساعدة لم يكونوا أنانيين البتّة، وإذ فكّر الإنسان لوحده وبأنانية ويقول في نفسه عليً فقط أن أحصد الغلّة لا شيء يمنعه من التفكير، ويتنعموا لوحدهم بكثرة السمك وأرباحها.
ولكنهم فكّروا بالأحسن والأفضل وتنعّموا مع الآخرين بكثرة السمك وأرباحها.
فالتلميذ الحقيقي للمسيح يعالج الأمور بهذه النظرة ويقول في نفسه لا يهمّ إذا دخل أحد على تعبي وعملي، لو أنّ حصد الغير ما زرعته أنا في مدى سنين طويلة، إنّ الرضى بمساعدة الغير، وبشركته الآخرين في الخير هو أعظم دليل على أنّ الأنسان إنتصر على الأنانيّة والكبرياء. آميـــــــن.