أرسلهم إثنين إثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع / تأمّل يوم ٢١ تشرين الأوّل ٢٠٢١
أرسلهم إثنين إثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع / تأمّل يوم ٢١ تشرين الأوّل ٢٠٢١
21 Oct
21Oct
بإسم الآب والإبن والروح القدس الاله الواحد. آمـــــــــين.
أرسلهم كما أرسل الرسل قبلهم إلى الجليل.
وأوصاهم بما أوصى الرسل به يومذاك ، من التبشير بملكوت الله، والتمهيد لمجيئه، يتمرسون في ذلك بروحه ويسيرون على أساليبه.
ورأى مدى ما احرزوا من نجاح، أن يحذرهم من روح الكبرياء والإعتداء، فلا يذهب الغرور بهم إلى حيث يعتقدون بأنهم إنما أتوا ما أتوا بقدرة لهم وفضل من مساعهم ، هذه وسائل كل رسالة: السلطان يقلدنا الله إياه ، والقوة يمدنا بها، وهذه غاية كل رسالة: الدخول إلى ملكوت السماوات.
إنّ تعليمه نير ، يجب أن نضعه على أعناقنا لأنه ليس نظريات مجردة يتلهى بها العقل، بل حياة إيمان وعمل يعيشها الإنسان عيشا، يرتقي بها، في طرق الحياة الصعبة إلى الله.
نيره يريحنا، وإن بلغ بنا أحياناً إلى الجلجلة، وأن نطلب أحياناً منه شهادة الدم والحياة لأن الذي وضعه على أكتافنا لا يتركنا وشأننا.
فهو يحمله معنا، ويسير به بجانبنا، إلى الملكوت لأنه وديع ومتواضع القلب، ولأنه ليس ممّن لا يستطيع أن يرثي لأمراضنا، إذ قد جرّب في كل شيء مثلنا، ما خلا الخطيئة . فالحياة لا معنى لها ولا طعم لها دون نير.
فالإنسان لا يستطيع أن يبقى دون نيره وهو إذا ما خلع عنه هذا النير اللين الخفيف قادته.
لا بدّ واقع تحت نير أشدّ وطئة وإقتنى هو نير الخطيئة نير العبوديّة التي لا ترحم عبودية كل نير وغيره.
لقد حمل الملايين من الناس هذا النير، فوصلوا به إلى قمّة القداسة.
حملوه بحب بشغف، في كل شدّته وعنفوانه في الرهبانيّات وفي العالم، في السرّاء وفي الضرّاء، فوجوده كما قال، في كل الحالات ليناً، لأنه نيره هو، الوديع والمتواضع القلب . آميـــــــن.