المسيح يسوع يهب ثقته وحبّه بمجانيّة / تأمّل يوم ٢٧ أيلول ٢٠٢١
المسيح يسوع يهب ثقته وحبّه بمجانيّة / تأمّل يوم ٢٧ أيلول ٢٠٢١
27 Sep
27Sep
المسيح يسوع يهب ثقته وحبّه بمجانيّة ، فيرسل تلاميذه مزوّداً إيّاهُم بحبه ، ويدعو إلى إتبّاعه ، ويجعل من كلِّ إنسان إنساناً مسؤولاً حراً ، يخلق ذاته ويسعى إلى تجديدها على الدوام ؛ والرب يسوع يرفض أن يحلّ محلّ أحد ، لا يقيّد بل يحرّر ،الرب يسوع أخر البشريّة ، وأخ للصغير ، والكبير ، أخ المريض، والتعيس .
الإنسان بحد ذاته كان مسيحياً أو غير مسيحي ثمين في نظره ، عزيز على قلبه .
تصرّفه كان مغايراً للمفاهيم التَقليديَّة المُتَعَارَف عليها آنذاك.
وقف يسوع إزاء قساوة القلب محاولاً إختراقها بحبّ وتفهّم ، غير عابئ بما يجني من جراح وإهانات.
لم تكن محبّة الرب يسوع ولن تكون محبّة متملقّة متزلّفة زائفة. بل هي محبّة تُجبِرُ الإنسان على تحديد نفسه وإثبات كيانه.
أوقات كثيرة كُنّا نعتبر أن الرب يسوع قاسي ولكنّ قساوته أحيانًا كثيرة ، ليست إلاّ قساوة المحبة المُتألمة .
كتب في هذا الصدّد القديس إيريناوس أسقف ليون : "عظمة الله الخالق هي الإنسان الحيّ".
أجل ليس فعل الخلق في عظمته إلاّ حُباً إنبثق نورهُ مجسّداً كينونة الله في الحب ، "قالله محبّة "( ١ يوحنَّا ٤ / ٨ ، ١٦ ).
فحبنّا للآخرين خلقٌ لهم ، وبعثٌ لقيامتهم في المسيح يسوع ، وإحياء لحياتهم في قلب الله ، وتجسيد لكينونتهم على مِثال الله صورته .
المحبّة في عصرنا الحاضر هي طاقة مكبّلة تعاني مضض القيود ، هي طاقةٌ خلاّقة تتوق إلى الحرّيّة ، فهلمّ بنا نحررّها ، مضيفين بِها على الحياة مسحة خلاّبة مُتألِقة ، تزدهي بِها البشريّة جذلة.
أجل ، إنّ المحبّة هي قوة عالمنا وثباته بوجه الرياح التي تجابهه ، محاولة تقييد أركان إنسانيَّتَهُ الأصليّة .
قوّة وثبات هي المحبّة غنيّة وسخيّة وخلاّقة ، أجل هذه الحقيقة ، حقيقة المحبّة التي تشّد الكون بعضهُ إلى بعض.