23 Jun
23Jun

الغفران والمسامحة هما بالتأكيد دربنا الرئيسية إلى ذلك المكان في الفردوس. ما أعظم هذه العطية التي منحنا إياها الرب في تعليمنا كيف نغفر وبذلك أن نلمس رحمة الآب!


في المثل المذكور في إنجيل القديس متى 18: 21 – 35 الذي وبعد أن سامح السيد العبد عن دينه راح يطالب مديونًا له بمبلغ ضئيل بالمال.


يمكن أن يكون أي شخص منا هو العبد في هذا المثل الذي عليه أن يؤدّي دينًا كبيرًا ولكنه كبير لدرجة أنه لا يستطيع أن يؤدّيه.


عندما نجثو أمام الكاهن في كرسي الاعتراف نقوم تمامًا بما فعله العبد. نقول “أيها الرب، أمهلني”.


نحن مدركون العديد من الأخطاء التي اقترفناها وحقيقة أننا غالبًا ما نقع في الخطايا نفسها.


إنما بالرغم من كل ذلك، لا يتعب الرب من منحنا غفرانه في كل مرّة نسأله ذلك.


إنّ غفران الله لا يعرف حدودًا لكلّ من يعترفون بخطئهم في قلوبهم ويرغبون بالعودة.


إنما المشكلة تولد للأسف عندما لا نعامل إخوتنا وأخواتنا الذين أساؤا إلينا بالغفران نفسه الذي منحنا إياه الله .


“أخذ بعنقه يخنقه وهو يقول له: “أدِّ ما عليك” (متى 18: 28).


عندما نكون مديونين للآخرين نتوقّع أن يرحمونا إنما عندما يكون الآخرين مديونين لنا نطالب بالعدالة! هذه ردّة فعل تلاميذ غير مستحقين للمسيح وليس علامة لأسلوب عيش الحياة المسيحية!


لنتذكّر كلمات يسوع لبطرس بأن نغفر “ليس سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات” واثقين بمحبة الآب لنا عوض البحث عن العدالة.


كتلاميذ للمسيح لقد حصلنا على رحمة الله على أقدام الصليب بنعمة وحيد الآب. فلنتذكّر دائمًا ما أتى في نهاية المثال: “فهكذا أبي السماوي يفعل بكم إن لم تغفروا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاّته”. (البابا فرنسيس)


كي تكون لك الحرية، كي تكون أنت بكل كيانك "إنسان حر". كي تكون سيداً على نفسك وحراً في قرارك، كي تقتل "الطاغية" المتحكم بمفاصل حياتك والذي يقودك الى التعاسة ومرارة العيش والموت الحتمي، إسمع نداء الرب "مهندس النفوس"، وانفض عنك غبار العبودية، واغفر لأخيك ليس " إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات"...


نهار مبارك


/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.