أأنت الآتي، أم ننتظر آخر ( لو ٧ / ٢٠ ) تأمّل يوم ٣٠ أيلول ٢٠٢١
أأنت الآتي، أم ننتظر آخر ( لو ٧ / ٢٠ ) تأمّل يوم ٣٠ أيلول ٢٠٢١
30 Sep
30Sep
ظهر نور المسيح فإنحسر الظلام ، وسطعت شمس المسيحية ، فأختفت النجوم والمصابيح…
إنّ المسيحيّة ليست مذهباً فلسفيّاً ، ولا نظريّة إجتماعيّة ، ولا ثورة سياسية : إنها حركة إيمانيّة تدور حول شخص يسوع المسيح الذي حقق نبوّات العهد القديم ، وأيد تعاليمه بالمعجزات والآيات ( أع ٢ /٢٢).
فالإيمان بيسوع هو الركيزة الأساسية للديّن المسيحي ( روما ١٦/ ٢١).
فالإيمان طاعة إختياريّة لله وقبول لوحيه الإلهي ، والإنسان في عمليّة الإيمان ، يحتاج إلى نعمة الله ومعونة الروح القدس كي يزداد تعمّقاً في إدراك الوحي الإلهيّ.
فالإنسان في كل جيل ، يريد معرفة الحقيقة بذاته ، فيطرح ذات السؤال الذي طرحه تلميذا يوحنّا " أأنت الآتي ، أم ننتظر آخر ؟ "
فالعالم ، بعد عصور من الظلام وأجيال من الضلال ، رأى النور الذي طرد الشرور ، وكشف الحقيقة ، وأنار الضمائر المُظلِمة .
إن الظلام يكره النور ، والشر يكره الخير. فاللص ينتظر حلول الليل، والمجرم يبحث عن الظلام، والمنافق يتخفى وراء قناع الرياء ، والماكر وراء الأسم المجهول .
الكذوب يتلطي وراء اللف والدوران .
كل هؤلاء يضايقهم النور، كما قال الرب يسوع ،"من يعمل السيئات يبغض النور" ، ( يو ٣ / ٢٠ ) والنور يكشف لنا الحقيقة .
ففي الظلام نضيّع الطريق وتكسونا الأقذار ، أما النور فيكشف لنا معالم الطريق ويرينا واقعنا كما هو...
ومن أحب الظلام ليس بعيدا عن الإنجراف وراء الاجرام وفقدان نعمة الايمان.
وبدون نور الأيمان، نخبط خبط عشواء، فيتساوى عندنا الخير والشر، ونفقد الحاسة الدينية والشعور مع الآخرين...وقد قال مار بولس الرسول، بغير إيمان لا يستطيع أحد أن يرضي الله لأن الذي يدنو الى الله يجب عليه ان يؤمن بأنه كائن، وإنه يثبت الذين يبتغونه ، ( عب ١١ / ٦ ).
فالمؤمن يربط مصير الكون والأنسان بالله الخالق والمعتني . وقيمتنا الأنسانية إنما نستمدها من وجود الله الذي " به نحيا ونتحرك ونوجد " ، ( اعمال ١٧ / ٢٨ ).
والله هو الذي بتجّسد ابنه الوحيد، يرفع الانسان الى درجة الالوهية. ومن ثم فالإيمان بالنسبة الى المؤمن، ليس استعبادا ولا انغلاقا انما هو فعل محبة بين الله والانسان، بل هو عنصر مكمّل للطبيعة الانسانية لا يمكن الاستغناء عنه بتاتا.
والمؤمن الذي إختبر المسيح، يعرف أن الله محبة، لا ظلام عنده ولا استعباد، كما يصوره الملحدون...
والله المحبة ليس ضد الانسان، بل مع الانسان، والكل مدعو الى إختبار المسيح خبرة ذاتية، وبخاصة بعد أن تمّ سر ّالتجسّد الإلهي.
وحسب إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس يوحنا : "فامشوا ما دام لكم النور، مخافة أن يدرككم الظلام، لأن الذي يمشي في الظلام لا يدري الى اين يسير آمنوا بالنور ما دام لكم النور فتكونوا ابناء النور" ، ( يو ١٢ / ٣٥ ).
يا رب كيف أبقى نائما وقد اطلّت عليَّ شمسك ؟ أعطني أن أسلك بحسب وصاياك.
أعطني أن أمارس المحبة والبساطة.
ساعدنا وأعطنا ان نتجّمع تحت جناحيك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها.