01 Oct
01Oct
إعلان خاص

من وحي كلام البابا فرنسيس...


"نَشكُرُ اللهَ دائِمًا في أَمْرِكمِ جَميعًا ونَذكُرُكم في صَلَواتِنا"
(١ تس ١ / ٢ )


بإسم الاب والإبن والروح القدس الاله الواحد آمين .


فخطيئةُ آدمَ الَّتي عزَّزتها خطيئةُ قايين ما تزال تُوَلِّد شوكاً وحسكاً (راجع تك ٣ / ١٨ ) حتّى يومِّنا هذا. هَذا هو الشرق الأوسط وخاصةً لُبنان.


إنَّه لَمِن المحزنِ رؤيّةُ هذه الأرض المباركة تَتَألَّم بأبنائِها الَّذين يتقاتلون فيما بينهم بلا هوادة، ويموتون! يعرف المسيحيُّون أنَّ يسوعَ وحدَّه، الَّذي اختبرَ المحنَ والموتَ ليقوم من بين الأموات، قادرٌ على حملِ الخلاص والسَّلام إلى جميع سكان تلك المنطقة من العالم ، إنَّه وحده، الرب يسوع المسيح، ابن الله، الَّذي نعترف به! دعونا نرجع إذا ونتوب "فتُوبوا واَرجِعوا تُغفَرْ خَطاياكُم. فتَجيءُ أيّامُ الفرَجِ مِنْ عِندِ الرَّبِّ" (أع٣/ ١٩-٢٠ ).


إنَّ مفهومَ السَّلام، وفقاً للكتاب المُقَدَّس، ليس مجرَّدَ اتّفاقٍ أو معاهدةٍ تسمح بعيش حياةٍ هادئةٍ مطمئنةٍ، ولا يمكن أن يقتصر تحديدُه على غيابِ الحربِ وحسب. السَّلام يعني، وفقاً لأصل الكلمةِ العبريِّ: أن نكون كاملين، محميِّين من الأذى، يعني تحقيق شيء ما لبلوغ الطُّمأنينة التّامَّة. السَّلام هو حالة الإنسان الَّذي يعيش بتناغم مع الله، ومع ذاته، ومع قريبه ومع الطَّبيعة. السَّلام باطنيِّ قبل أن يكون ظاهريَّاً. إنَّه نِعْمَة. إنَّه تَوقٌ إلى واقع ما. السَّلام أمر منشود كثيرا لدرجة أنَّه تَحَوَّل، في الشَّرق الأوسط، إلى تحيِّة ،السَّلام هو عدالة (راجع أشعيا ٣٢ / ١٧ ) ويضيف القدِّيس يعقوب في رسالته: "والبِرُّ هوَ ثَمَرَةُ ما يَزرَعُهُ في سَلامِ صانِعو السَّلامِ" (يع٣ / ١٨ ) .


لَقَد كان الكفاحُ النَّبويُّ والتّفكيرُ الحكيمُ نضالا وضرورةً من أجل البحثِ عن السَّلام الإسكاتولوجيّ. المسيحُ يقودنا باتِّجاه هذا السَّلام الأصيل مع الله. إنَّه بابه الوحيد ( يوحنَّا ١٠ / ٩ ). والمسيحيُّون يتطلَّعون إلى عبور من خلال هذا الباب الأوحد.


فالمَسيحُ هوَ سَلامُنا، جعَلَ اليَهودَ وغَيرَ اليَهودِ شَعبًا واحدًا وهدَمَ الحاجِزَ الَّذي يَفصِلُ بَينَهُما، أيِ العَداوَةَ" ( أفسس ٢ / ١٤-١٥ ). المسيحيُّ يَعلمُ أنَّ سياسةَ السَّلامِ الأرضيِّةَ لن تكونَ ممكنةً إن لم ترتكزْ إلى العدالةِ في الله والعدالةِ بين البشر، وإن لم تقفْ هذه العدالةُ في وجهِ الخطيئة أساسِ الانقسام. لهذا السّبب، ترغبُ الكنيسةُ في تَخطِّي كلّ تمييز على أساسِ العرقِ والجنسِ والطّبقةِ الاجتماعيِّةِ (راجع غلاطية ٣ / ٢٨ )، مدركةً أن الكلَّ باتوا واحداً في المسيحِ الَّذي هو الكلّ في الكلّ. لذا تَدعم الكنيسةُ وتُشجّع كلَّ جهدٍ يبحثُ عن السَّلامِ في العالم، وفي الشَّرق الأوسطِ على وجه التّحديد. وهي لا تَدّخِر جَهداً- بشتَّى الوسائل- من أجلِ مساعدةِ البشرِ على العيشِ بسَلامِ وتؤيّد أيضاً مجموعةَ الآلياتِ القانونيّة الدّوليّة الَّتي تعزّز السَّلام. إنَّ مواقفَ الكرسيّ الرّسوليّ تجاهَ مختلفِ الصّراعاتِ الَّتي تدمي المنطقةَ، وتجاه وضعِ أورشليم والأماكنِ المُقَدَّسةِ معروفةٌ تماماً. مع ذلك لا تنسى الكنيسةُ أنَّ السَّلام هو قبلَ كلّ شيء ثمرةُ الرّوح (راجع غلاطية ٥ / ٢٢) ينبغي طلبه من الله على الدّوام .


ويقول البابا في الختام :وبصفتي راعي الكنيسة الجامعة، أتوجّه إلى جميع المؤمنين الكاثوليك في المنطقة، لأبنائها وللقادمين إليها- وقد تقاربت نسبتهم العددية في السّنوات الأخيرة- لأن هناك شعبا واحدا لله، وإيمانا واحدا للمؤمنين! اسعَوا للعيش في اتّحاد وشَرِكة أخويّة مع بعضكم بعضاً في المحبّة والاحترام المتبادلين للشهادة، بطريقة قابلة للتصديق، لإيمانكم بموت المسيح وقيامته! سيسمع الله صلاتكم وسيبارك سيرتكم وسيهبكم روحه لمواجهة التّعب اليوميّ. لأنَّه، "حَيثُ يكونُ رُوحُ الرَّبِّ، تكونُ الحُرِّيَّةُ" (٢ كو ٣ / ١٧ ). وأتَوجّه إليكم، وبطيبة خاطر، بالكلمات ذاتها الَّتي كتبها القدِّيسُ بطرس لمؤمنين اختبروا أوضاعا مماثلة "فمَنْ يُسيءُ إلَيكُم إذا كُنتُم حَريصينَ على الخَيرِ؟ (...) لا تَخافوا مِنْ أحدٍ ولا تَضطَرِبوا، بَل قَدِّسوا المَسيحَ في قُلوبِكُم وكَرِّموهُ رَبُّاً، وكونوا في كُلِّ حينٍ مُستَعِدِّينَ لِلرَّدِّ على كُلِّ مَنْ يَطلُبُ مِنكُم دَليلاً على الرَّجاءِ الَّذي فيكُم". ( ١ بط٣ / ١٣ - ١٥ ).


كما على السياسي في لبنان والشرق الأوسط ، أن يزاول الحياة العامة ، ويعود بعد ذلك إلى عمله الخاص ليخضع للقوانين التي سنها هو الفجع الذي يتحكّم بالبعض، وبطريقة غير مسبوقة"يريدون أن يسرقوا تمثيل الناس عينك عينك يا تاجر .نريد من السيد المسؤول ان يكون في تواصل دائم مع المواطن …يعيش حياته معه ويكتشف مشاكله بنفسه ليستطيع حلها ..هذا هو المسؤول الذي نريد وهذا المسؤول الذي يخط اسمه باحرف ذهبية في مجلدات .


شركاء الحكم يَتغنّون انّ الاستقرار الاقتصادي يبقى العنصر المانع لأيّ انفجار. وبالتالي، لا مجال لإهدار مزيد من الوقت والفرَص، لكن هذا الكلام لا يقترن مع اي أفعال.الأمر المستغرب هو ان يسكت الشركاء في الحكومة ولا يقومون بأيّ مبادرة إنقاذية، المشكلة الراهنة ليست في الاقتصاد فقط، بل في الحكومة. فأين هي؟ هل نسيت اسمها "حكومة الى العمل"؟ أين حالة طوارىء اقتصادية؟ لماذا إهمال خطوات المعالجة التي اتفق عليها في بعبدا؟ ولماذا عودة التَلهّي المُريب وها قد عدنا الى النغمة السابقة، ماذا تنتظر الحكومة لتتدخّل؟! هل نستورد حكومة من الخارج ونقول لها تفضلي انقذي البلد؟ لا يوجد احد أغلى من البلد، هناك انعدام كامل للثقة بالحكومة وبالسلطة بشكل عام ، في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي يمرّ بها وطننا الحبيب لبنان، نرجو من كل المؤمنين بالعالم معًا ، أينما وجد، المُشاركة معًا في صلاة المسبحة، وكل يوم حتى نهاية شهر تشرين الأول كل واحد حيث ما كان موجودًا، مشكلين حلقة صلاة واحدة، وذلك عند الساعة السابعة ( ٧) مساءً؛ طالبين شفاعة أمّنا العذراء مريم سلطانة الوردية المُقدسة، وقدّيسي لبنان لكي يبارك الرب وطننا وينقذه من أزمته ويمنحنا السلام. آمين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.