السلام عليكِ يا ممتلئةً نعمة ( لوقا ١ / ٢٨ ) / تأمّل يوم ٣ تشرين الأوّل ٢٠٢١
السلام عليكِ يا ممتلئةً نعمة ( لوقا ١ / ٢٨ ) / تأمّل يوم ٣ تشرين الأوّل ٢٠٢١
03 Oct
03Oct
إنّ الملاك لم يدع مريم العذراء بإسمها، بل ناداها يا ممتلئة نعمة، أي يا من نلت حظوة في عين الرب فبضلك على العالمين.
إن النعمة التي أعطيت لأمنا العذراء مريم هي خاصة تعود إلى دعوتها كأم لله وأم الرب يسوع المسيح فادي العالم.
ولكن إمتلاء مريم العذراء أم الله بالنعمة يفوق امتلاء أعظم القديسين والملائكة. وذلك بمقدار ما يفوق مقام أم الله.
كل ما لهؤلاء من إمتيازات فائقة الطبيعة. فمريم هي الوسيطة لكل النعم ، هي شفيعتنا لدى الله.
فبعد دخولها المجد السماوي، تشارك في توزيع نعم الفداء على بني البشر . وهذه المشاركة في توزيع النعم تتّم بشفاعتها الوالدية.
وشفاعتها هذه هي، بلا شك، من ضمن شفاعة المسيح يسوع وليس خارج عنه ، ولكنّها تفوق شفاعة جميع القديسين.
ومريم العذراء الأم ما تزال حتى اليوم، تعمل في البشرية وتهدي الكثيرين، وتقوي الضعفاء، وتثبّت المترددين في محبة إبنها.
وهذه القدرة ظهرت في عرس قانا الجليل ، عندما قالت بكل ثقة للخدم ، "إفعلوا ما يأمركم به" ، ( يوحنَّا ٢ / ٥ ) ولا ننسى نحن بالذات في لبنان كم إلتجئنا إلى مريم أمنا وطلب شفاعتها أيام الحرب وما زلنا لحّد الآن ، كي تحرس أولادنا وشعبنا ونحن نعتقد كل الإعتقاد اننا لن نهلك ولن يتبّدد شعبنا لأن مريم تحرسنا وتحمي أبنائنا.
والقديس برنردوس الذي اشتهر بحب العذراء مريم يقول ، "هو الله أراد أن ننال كل شيء عن يد مريم" .
أما الكتاب المقدس فلا ياتي ببيانات صريحة، انما يبحث علماء اللاهوت عن أساس الشفاعة في كلام الله .
عندما : " قال الرب يسوع لأمه مريم على الصليب يا إمرأة هذا إبنك " ، ( يوحنَّا ١٩ / ٢٦ ).
أما التفسير الروحي والرمزي فيرى في يوحنا ممثل البشرية جمعاء .
وفي مريم أم جميع المفتدين .
وهكذا فان مريم بوصفها الام الروحية للبشر، توزع على أولادها كل ما يحتاجون إليه من النعم لخلاصهم الأبدي.
وهذه الأمومة الإلهيّة ظاهرة حسب رأي في الكتاب المقدس ( العهد القديم) فاشعيا النبي يعلن في نبوءته" ها أن العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ، ( اش ٧ / ١٤ ) .
وهذه الأمومة متضمنة في كلام مار بولس الرسول"وفي ملء الزمن، " أرسل الله ابنه مولودا من امرأة"( غلاطية ٤ / ٤ ) .
فالمرأة التي ولدت ابن الله هي حقا ام الله ، وهذا بالذات ما أعلنته اليصابات بايحاء الروح القدس لدى دخول العذراء بيتها . "مِن أين لي أن تأتي إليَّ أم ربي"( لوقا ١ / ٤٣ ).
يا مريم يا ممتلئة نعمة أعطينا أن نكون ذات محبة وبذل وعطاء وأن نتغلّب على طبيعتنا ونطرد الأنانية من حياتنا ونضع ذواتنا تحت تصرفك لنعطي ثمارا تليق بنا . آميـــــــن.