المحبّة المسيحيّة ، محبّة شاملة / تأمّل يوم ١١ تشرين الثاني ٢٠٢١
المحبّة المسيحيّة ، محبّة شاملة / تأمّل يوم ١١ تشرين الثاني ٢٠٢١
11 Nov
11Nov
بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد. آميـــــــن.
المحبّة المسيحيّة ، محبّة شاملة.
المحبّة مِن الله ، وكلّ من يحبّ ، فهو مولود من الله ويعرف الله.من لا يحبّ لم يعرف الله ، لأن الله محبّة ، فإن نحن أحببنا بعضُنا بعضاً أقام الله فينا وكانت محبته كاملة فينا .
الله محبّة ، فمن ثبت في المحبّة ثبت في الله وثبت الله فيه .إن قَالَ أحد إنيّ أحبّ الله ، وهو يبغض أخاه ، فهو كاذب .
فمن لا يحبّ أخاه وهو يراه ، لا يستطيع أن يحبّ الله وهو لا يراه .
أجل هَذِهِ هي الوصيّة التي لنا منه ، من أحبّ الله فليحب أخاه أيضاً ( ١ يوحنا ٤ / ٧-٢١ ). إذا سُئلتَ : " هل أنتَ مسيحي ؟ " .
على ماذا تبني جوابك ؟.على الممارسة الدينية ؟إشارة الصليب ، صلاة ، قداس ، مناولة ، الخ…..
هذا كلّهُ غير كافي ؟
الرب يسوع المسيح قال : " بهذا يعرف الجميع أنكّم تلاميذي ، إذ أحببتم بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكُم ".
والقديّس بطرس الرسول يقول : " واظبوا على الصلاة ، ولكن قبل أي شيء سواه ، فليُظهر بعضكم لبعض محبةً حارّة ".
إذاً ، علامة المسيحيّ المميزّة هي المحبّة .
ولكن هالكلام يُريد توضيح حتى ما نفكّر تفكير أعوجاج ، نحتّج ونقول : " هالكلام ليس صحيح ، طالما أنّ غير مسيحي قادر كمان يكون عندهُم محبّة ".
النار تمتحن الذهب ، والشدة تمتحن المحبّة ، فكما أن النار تذهب بكلّ ماكان ، كذلك الشدّة قد تذهب بكلّ ماكان .
قصة أيوّب تحدثنا بشكل تصويريّ ورمزي ، كيف أنّ الشيطان دخل يوماً السماء ، فقال له الرب :
- من أين أنتَ آتٍ ؟ - من الأرض. - هل رأيت عبدي أيّوب ؟.فأنّه ليس لهُ مثيل في الأرض إنه رجل سليم مستقيم يتقي الله وبجانب الشرّ .
- أجل ، ولكن لا فضل له في ذلك ، لقد باركت أعمال يديه ، فكلُّ شيء لديه على ما يرام .
فكيف لا يشكرك ولا يمجدّكَ ؟ ، إقطع عنه نبع النِعم وأنظر كيف أنّهُ يجدّف عليك .
نعرف كلنّا القصة كيف كان أيوب يتحلّى بِنعمة الصبّر ، وام يُجدّف على الربّ ، "وقال أتقبّل الخير مِن الله ولا أتقبَّل الشرّ "( أيوب ١ / ٦- ٢ / ١٠ ).
كان أيوب يؤمن بالرب ويحبّهُ لانه هو من هو ، فكانت رائعة ثقته ورائعة أمانته .
هكذا كان الأمر مع الرب يسوع نفسه في بستان الزيتون وعلى الصليب : نفسي حزينة حتى الموت … أبتاه .
هكذا تكون العلاقة الشخصية مع الله .
المسيح أرادها له ، وهو يريدها لنا ، لكنَّ المسألة ليست بالأمر الهيّن ، كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا ، فأثبتوا في محبتي . كما أني حفظت وصايا أني وأثبت في محبته .
كلمتكم بهذا لكي يكون فرحي فيكم ويكون فرحكم كاملاً .
فكما أن محبّة الله الآب المسيح يسوع هي محبّة أبديّة ، هكذا أيضاً محبّة المسيح لنا هي محبّة أبديّة .
إنّها لا تعرف حدوداً .
هَذِهِ هي المحبّة التي جعلت موضوع خلاصنا موضوعاً تحقق وثم في ملء الزمن أي حسب التوقيت الإلهيّ وفي صلب الأرض المقدسة ، أي عندما مات المسيح يسوع عن خطايانا ، وقام من بين الأموات في صباح الأحد المجيد .
ربط المسيح المحبّة بحفظ وصايا الله: كما أني حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته ، إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي .آميـــــــن.