كيف ينظر الإنسان إلى الصليب من خلال عتمة الخطيئة ؟
كيف ينظر الإنسان إلى الصليب من خلال عتمة الخطيئة ؟
07 Nov
07Nov
- الإنسان ينظر إلى الصليب من خلال عتمة الخطيئة وبؤس الإثم وعقدة الذنب، فيلتمس منه مهرباً بكل وسيلة؛ مستخدماً في ذلك إمكانياته الذهنية والنفسية والوجدانية، لأنه مذلة وعار - قياساً على المستوى البشري - لا يليق بالإنسان، فكم بالحري الله!
- أما القديسون رجال الله فينظرون إليه في مرآة الله، وكما عاشه المسيح ومارسه، فيرون فيه: حب الله: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» ( يوحنَّا ٣ / ٦ )، و«الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( روما ٥ / ٨ ).
وهو ليس جهالة بل فيه حكمة الله، وهو ليس ضعفاً لأن ضعف الله أقوى من الناس، أو بحسب تعبير الكنيسة ”جماعة القديسين“: ”الذي أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة“.
وها هوذا القديس يوحنا فم الذهب، يتغنَّى بالصليب وبمآثره على الإنسان في شبه أنشودة جميلة:
- الصليب أزال العداوة بين الله والإنسان، وجاء بالمصالحة.
- جعل الأرض سماءً، وجمع الناس مع الملائكة.
- هدَّم حصون الموت، وحطَّم قوة الشرير.
- الصليب مسرَّة الآب، ومجد الابن، وتهليل الروح القُدُس ، وفخر الرسول القائل: «حاشا لي أن أفتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح».
- الصليب يفوق الشمس في لمعانها، يخطف البصر أكثر من شعاعها.
- لما أظلمت الشمس فليس هذا إلاَّ لأن الصليب سطع ببريقه فاضمحلت أمامه، ليس أنها انطفأت بل انغلبت أمام لمعانه.
- الصليب حطَّم قيودنا، وجعل سجن الموت كلا شيء.
- هو الحائط المنيع، ودرع لا يُقهر.
- الصليب فتح الفردوس، وأدخل اللص، وأوصل جنس البشر إلى ملكوت السموات بعدما اقترب من الهلاك وصار غير مستحق ولا للأرض التي هبط إليها.
- قد علمتم كيفية نصرته، فتأملوا الخير الذي عاد علينا دون أن نتكلَّف تعباً ولا عَرَقاً.
أيدينا ملوَّثة بالدم دون أن نشترك في الحرب، وبالرغم من ذلك فلنا نصيب في هذا الانتصار.
- أنا أرى الرب يجاهد إلى أن فاز بالإكليل، وهوذا - يا للعجب - فوق رؤوسنا.
لذلك تمثَّلوا بالجنود الغالبين، هلِّلوا بالانتصار، أنشدوا تسابيح التمجيد للغالب.