10 Nov
10Nov
إعلان خاص

بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد. آميـــــــن.


تصدع العلاقة الفرديّة والعائلية على المُراهق


إنّ اضطراب الروابط الإنفعالية بين الزوجين غالباً ما يكون عاملاً في إنحلال الروابط الأسرية، الأمر الذي يؤدي إلى سوء العلاقات الأنفعالية التي تنشأ أما بين الأبوين من جهة، أو بين الأبوين والطفل من جهة أخرى.

كثرة شكوى الآباء من الحياة ومن مسؤولياتها... ومن مطالبها أمام الأولاد.

الزوجة الهستيرية، العصبية، هذه الزوجة تكون دائمة الشكوى من سوء صحتها، دائمة التردد على الأطباء... تبحث عن علاج لآلامها الكثيرة الوهمية، وكذلك فان الزوجة المسترجلة تعتبر مصدراً من مصادر القلق والإضطراب في الحياة الزوجية، لدرجة تصبح فيه هذه الحياة جحيما لا يطاق... وتظهر آثار ذلك على تبرم الزوج وهروبه من المنزل.

كل هذه العوامل لها تأثيرها على الصحة النفسية لأفراد الأسرة جميعاً.

إن الأسرة كائن حي يولد يحيا ويموت، وأنه يعيش ويتغذى من العناية والتضحيات اليومية بين الزوجين، وأنّ المشاكل اليومية التي تحدث بينهما، بسبب مشكلاتهم الأنفعالية، كثيراً ما تؤدي إلى مثل هذا الكائن الحي وأضعافه، والمهاترات بينهما تؤدي كذلك إلى الأهمال ويكون ذلك كله على حساب الأولاد.

لأساليل التربية الخاطئة التأثير البعيد المدى على نشوء وتكيف الطفل والمراهق وتلعب الدور التي يتربى بها الطفل في سنواته الأولى دوراً هاماً في التأثير على تكوين شخصيته، فان كانت هذه الطريقة أو أسلوب التربية يقوم على إثارة مشاعر الخوف وإنعدام الأمن في نفوس الأطفال الصغار في مواقف متعددة، متكررة، ترتب عن ذلك تعرضهم للإضطراب النفسي والتأخر في نواحي النمو المختلف الذي يؤثر دون شك في صحتهم النفسية في مستقبل حياتهم.

ومن أهم الأسباب المؤدية إلى هذا الإضطراب ما يلي; الحرمان من رعاية الأم ، شعور الطفل بانه غير مرغوب فيه أو منبوذ, إفراط الأبوين في التسامح والصفح عن الأبناء ، الإفراط في رعاية الأطفال والإهتمام الزائد بهم.

صراحة الآباء وميلهم إلى الإستبداد بأبنائهم، طموح الآباء الزائد، إتجاهات الوالدين المتضاربة.

الظروف الإقتصادية، المرض المزمن، إنهيار الجو الأسري بسبب إلتحاق الأم بعمل يشغل كل وقتها، آثار الحرمان، يظهر بارزاً في تعطيل النمو الجسمي والذهني والإجتماعي، وإضطراب النمو النفسب، إضطراب تكوين الأنا والأنا الأعلى.

ومن البحوث التي تؤيد أثر هذه العوامل... تلك التي قام بها بعض الباحثين أثبت فيه أنّ إضطراب كثير من الجانحين يرجع في أساسه إلى العلاقات المضطربة التي تكونت بسبب إنفصال الأطفال في سني حياتهم المبكرة عن الأم.

ويعني ذلك هناك علاقة نوعية بين الإنفصال الطويل عن الأم والإنحرافات السلوكية المختلفة.

إنّ المراهقة في نظر علم النفس الحديث مرحلة نمو طبيعي، وأن المراهق لا يتعرض لازمة من أزمات النمو، ورأي آخر يسير في خط معاكس، يقول ان نمو المراهق مرتبط بنمو الطفل والمراحل التي يمر بها... وطالما سار هذا النمو في مجراه الطبيعي، وفقا لاتجاهات المراهق الانفعالية والاجتماعية.

ان من اهم المشكلات التي يتعرض لها المراهق في حياته اليومية.

والتي تحول بينه وبين التكيف السليم، هي علاقة المراهق بالراشدين، وعلى وجه الخصوص الآباء ، ومكافحته التدريجية للتحرر من سلطات الراشدين، من أجل أن يصل إلى مستوى الكبار من حيث المركز رالأستقلال، تلك هي أمنية المراهق الأول، إلا إنه يواجه المرة تلو الأخرى برغبة أكيدة من الآباء حيث يتطلبون مته تبعية الطفل، فيجب أن يذهب إلى المدرسة وتنكر عليه مكانه الكبير ومسؤلياته في المجتمع.

وفي الكثير من الأحيان يتدخلون في شؤونه الخاصة، فينهالون عليه بأسئلة من هذا النوع: أين كنت ؟
ومع من تذهب ؟

وما الذي استمعت له في الراديو.. الخ...

وفي هذه المظاهر من الحياة الممثلة في الصراع مع سلطة الكبار يصبح عمل المنزل مشابها لعمل الشرطة.

ان المنزل الصالح يتعرف على حاجة المراهق الى الاستقلال وصراعاته مت اجل التحرر، ثم يساعده ويشجعه بقدر الأمكان، وتتيح له الفرص والوسائل للأتجاه نحو مركز أكثر استقلالا كما تشجعه على تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات والتخطيط للمستقبل.

وهذا الفهم لمركز المراهق لا يتأتى دفعة واحدة، ولكنه محصول سنوات من الاستقلال التدريجي المتزايد، وابراز الذات، والأسرة هي التي ترسم الخطط لمراهقها ليتعلم الأعتماد على النفس في سن مبكرة، وانها بذلك تعمل احسن ما في وسعها لتاكيد نضج الفرد.

ان هذا النوع من التوجيه، يجب الا يكون أمراً عرضياً ولكن يجب أن يأتي نتيجة لتفكير واع من الآباء.

فالآباء يجب أن يسألوا أنفسهم على الدوام: متى نستطيع ان نسمح لولدنا المراهق أن يفعل هذا او ذاك وما هي الفرص التي تسمح له بها ليمارس استقلاله ويكتسب الخبرات التي تظهر نضجه وتبرز ذاته.

ان أحسن سياسة تتبع مع المراهق هي سياسة احترام رغبته في التحرر والاستقلال دون اهمال رعايته وتوجيهه، كما ستؤدي من جهة أخرى، الى وضع خطة واضحة نحو تكيف سليم، يساعد المراهق على النمو والنضج والاتزان.

ان اختلاف الأجواء المنزلية واثرها على المراهق من التكيف والنمو، يتوقف لدرجة كبيرة على اتجاه الوالدين وعلى السيكولوجي والاجتماعي السائد في المنزل، وليست الاجواء المنزلية من نمط واحد، فهي تختلف من بيت لآخر، فبعض البيوت تبدو على أنها أماكن طيبة لرعاية الاطفال، بينما تبدو الاخرى على العكس منها.

وطالما أن للمنزل تأثيراً على سلوك الطفل، فمن الضروري لدارس المراهقة أن تكون لديه معلومات أكثر وأعمق من أنماط المنازل، وتأثيرها على الاطفال الذين يوجدون بها فمعرفة مقومات المنزل الطيب بالمقا رنة بالمنزل الرديء، والدور الذي يلعبه كل منهما في تشكيل نمط المراهق السلوكي، هي الخطوة الاولى نحو فهم هذا المراهق وتوجيهه توجيهاً يحقق له التكيف السليم. آميـــــــن.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.