بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد. آميـــــــن.
لماذا نشأت الهرطقات والبدع في المسيحيّة ؟
بسبب الخلط بين الإيمان المسيحي والفكر اليهودي الغير مهيّأ لقبول المسيح كفادي البشريّة ومخلّصها وملك ملكوت السماوات .
والذي توقّع مسيح ملك سيسوس على العالم سياسياً ويجعل من اليهود سادته.
وبالتالي رأى في المسيح يسوع مجرد نبي مثل سائر الأنبياء للعهد القديم، وإن كانوا رفعوه إلى درجة الألوهة قالوا إنه رئيس الملائكة، ولكنه ليس هو المسيح الذي يحقّق الطموح سوا الأحلام اليهودية السياسة! وهذا تبلور في الهرطقة الأبيونية .
الخلط بين الإيمان المسيحي والفكر الغنوسي الهرطوقي ، المُحِّب للمعرفة (الوثني)، والذي نادى بأن المادة شر وبالتالي لا يمكن للمسيح الإله أن يتجّسد ويتخد من هذه المادة، الشر، جسداً، أو يتّحد بها!
ومن ثم قالوا أنّ المسيح ظهر في شبه الجسد وهيئة الإنسان دون أن يكون إنساناً حقيقياً ودون أن يكون له جسداً حقيقياً وهذا ظهر في الهرطقة الغنوسية المسيحية.
الخلط بين الإيمان المسيحي والفكر الفلسفي اليوناني، خاصة الأفلاطوني، والذي لم يتصوّر أنّ الله يمكن أن يخلق المادة أو يتّخذ منها جسداً.
ومن ثم قالوا أنّ الله خلق الكلمة اللوغوس المسيح، قبل خلق الكون، من جوهر شبيه بجوهر الله الآب، وأعطاه سلطاناً أن يخلق الكون ويدبره .
ولمّا أخطأت البشريّة صار الكلمة نفسه جسداً بمعنى تحوّل إلى الإنسانيّة ، دون أن يتّخذ جسداً من هذه الأنسانيّة، وفداها على الصليب ثم عاد لملكوته من جديد.