19 Oct
19Oct
إعلان خاص

بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد. آميـــــــن.

خلق الله العالم من أجل الإنسان.

إنها الحقيقة الأولى التي ينطلق منها المؤمن في تحديد موقفه.

فعمل الخلق عمل مستمر إرادة الله مشتركاً بينه وبين الإنسان.

إنسان اليوم يعيش في عالم يتغيّر ويتبدّل دون توقف وخصوصاً في لُبنان ، فالتحولات التي تتّم فيه تسرع وتتسارع ولا يمكن أن يستوعبها بسهولة ويتكيّف معها.

أمام هذه الحالة يوّلد عندهُ شعوراً بعدم الإستقرار وبالضياع، ولكن الأمل قائم عند شخص المؤمن.

ما أحوجنا للأيام الماضيه التي كانت المُجتمعات تتكوّن من عائلات موحدة في الحياة ، فكانوا الناس عائلة واحدة في القلب والفكر والعمل الواحد وفي البيت الواحِد وفي كل بيت تَجد الحاجات عينها ، أما مُجتمع اليوم قد تبدل.

أعمال الناس قد تنوعت وبدأ عالم التكنولوجيا.

كنا نجتمع سويّاً على بناء البيت، على خبز الصاج أما اليوم إفترقت وصار الخبز في الأفران يؤمنونه لكل البيوت ، ولم يعد البيت يتمون بل صار يتكل البيت على الـ " سوبرماركت " في تأمين حاجياته.

وهذا التحول بحياتنا الإجتماعيّة مما أحدث تحولاً جذرياً في العلاقات بين الناس.

فالمجتمعات القديمة الماضية هي مُجتمعات تقليدية مُحافظة لا تقبل أي تغيير أو تبديل.

أما المجتمعات المعاصرة التي غلب عليها طابع الإختصاص والخدمات فقد تبدّل فيها سلّم القيّم ، وصار الناس يتحدّثون عن الحرية الفرديّة ، لم يعد إذاً إنسان اليوم ليتقبّل بسهولة قيماً مفروضة عليه فرضاً ، ولم يعد يقبل بالمحافظة على سنن الأجداد.

في خضم هذا الواقع يعيش المؤمن إختبار كل إنسان.

فالتحولات التي حدثت في ألعالم تعنيه وتؤثر فيه كما تعني كل إنسان وتؤثر فيه.

فالمؤمن يعمل في هذا المجتمع المتغير ويعمل أيضاً على تغييره من دون أن يدري أو بإرادته .

فما ينبغي يا تُرى أن يكون موقفه من كل تلك التحولات في المجتمع الذي يعيش فيه ؟لا بُد أن يستمد المؤمن موافقه في عالم اليوم من معطيات إيمانه.

فالمؤمن لا يهرب من العلم ولا يعتبر العلم كفراً بل هو يسعى إلى إنماء العلوم متيقناً ، أنّ العلم هو من الله وأنّ الطاقات التي يفجّرها فكريّة كانت أم عمليّة ، هي من صنع الله.

فهو يشجّع كل علم ويعمل من أجل تطوير واقعه وواقع كل إنسان وكل الإنسان.

لكن المؤمن يعي تماماً ما فعلته الخطيئة وما يمكنها أن تفعله في العالم.

فالمؤمن ، وإن كان يشع كل ما يؤول إلى خير الإنسان إلاّ أنّه يعي تماماً أنّ عليه أن لا ينجرف بطريقة عمياء مع كل تيار علمي أو فكري أو فلسفي.

فالمؤمن عليه أن يعبد الله ويشاركه في عمل الخلق ولكن من ضمن تصميم الله الذي يريد خلاص كل إنسان. آمـــــــــين.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.