بإسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد. آميـــــــن.
سرّ الإعتراف أو سرّ التوبة ، وكما بدأت الكنيسة تسميه ، "سرّ المُصالحة" هو سرّ مِن الأسرار السبعة : نعدّدها : المعموديّة ، التثبيت(الميرون)، القُربان المُقدس ، التوبة، مسحة المرض، الزواج ، الكهنوت المُقدس.والتي رسمها الرب يسوع المسيح نفسه وأتتمن الكنيسة عليها لتوزيعها على المؤمنين وتقدّس بواسطتها أنفسهم.
١- متى أسسى الرب يسوع هذا السر ؟
قام الرب يسوع المسيح مِن بين الأموات يوم الأحد وظهر لتلاميذه ، ووقف في الوسط فيما بينهم وقال لهم " السلام عليكم " كما أرسلني الآب أرسلكم أنا أيضاً ". قال هذا ونفخ فيهم وقال لهم : " خذوا الروح القدس ، من غفرتم لهم خطاياهم غُفرت لهم ، ومن أمسكتم عليهم الغفران يُمسك عليهم" ( يوحنَّا ٢٠ / ٢١ - ٢٣ ).
٢- ما هو هذا السر ّ ؟
إنه سرّ يُقر ّ فيه المسيحي بخطاياه أمام الكاهن المفوّض نادماً عليها فينال المغفرة بقو ّة الحلة التي يمنحها الكاهن ويغفر بها بإسم الرب يسوع الخطايا التي ارتكبها المسيحي وأقر ّ بها جميعها .
وبواسطة هذا السر يتصالح الخاطئ مع الله الذي ابتعد عنه ومع الكنيسة التي انفصل عن شركتها وأصبح غصناً يابساً في جسد المسيح السري .
وهكذا لا مُصالحة مع الله دون ندامة ، ولا مُصالحة مع الكنيسة ، أي جماعة المؤمنين ، دون الإقرار بالخطايا للكاهن المفو ّض للإعتراف.
والرب يسوع المسيح هو الإله المُتجسد في جسم الكنيسة.
لذا وجب على الخاطئ أن يندم على جميع خطاياه ويقر ّ بها أمام الكاهن لينال الغفران عنها .
هذا ما علّمتُه الكنيسة على ممر العصور:
٣- الإرشاد الرسولي حول " سرّ ّ المُصالحة والتوبة " الذي أصدره القدِّيس البابا يوحنا بولس الثاني في ٢ كانون الأول سنة ١٩٨٤ وهو ثمرة مؤتمر الأساقفة الذي عقد في روما في تشرين الثاني ١٩٨٣ ، يقول البابا القدِّيس: " في ما يتعلّق بجوهر سرّ المُصالحة ، فقد رسّخ دائماً في يقين الكنيسة ، وهو يقين لم يتغيّر ، ان الحلة السرية التي يعطيها الكاهن خادم السر ، تمنح المغفرة ، بارادة المسيح ، كلاً من المؤمنين …
ويجب التأكيد على أن هذا السر هو عنصر جوهري من عناصر الإيمان بشأن قيمة التوبة وغايتها ، وإن مخلصنا الرب يسوع المسيح رسم في كنيسته سرّ التوبة لكي يقبل المؤمنون الذين سقطوا في الخطيئة بعد العماد حتى يتصالحوا مع الله ".
- " إن سرّ التوبة بالنسبة إلى المسيحي هو الطريق العادي لنيل الصفح وغفران الخطايا المُرتكبة بعد العماد …
فليس من الحماقة اذن وحسب بل من الاعتداد الباطل ، واهمالها والادعاء بقبول الغفران دون اللجوء إلى السر الذي رسمه الرب يسوع المسيح من أجل الغفران ".
- إن الحق القانوني الشرقي المادة ٧٢٠ بند ١ ….يقول: " ان الإعتراف السري ، الفردي والكامل ، مع الحلة التي يمنحها الكاهن ، هو الوسيلة العادية الوحيدة لينال الخاطئ التائب غُفران خطاياه فيتصالح مع الله ومع الكنيسة.
وأخيراً : إننّا نُذكِّر المؤمنين بما قاله الرب يسوع المسيح لرسله ولكنيسته من بعدهم :
"من سمع منكم سمع مني ، ومن احتقركم فقد احتقرني ،ومن احتقرني فقد احتقر الذي أرسلني "
( يوحنا ١٠ / ١٨ ).
وقال أيضاً الرب يسوع المسيح:
"من لم يسمع للكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشّار "
( متى ١٨ / ١٧ ).
آميـــــــن.
/الخوري جان بيار الخوري/