مريم التي دعيت في الإنجيل "أم يسوع" نودي بها، بدافع من الروح القدس، ومن قبل أن تلد أبنها "أم ربّي " ( لو ١ / ٤٣ ).
فهذا الذي حبلت به إنساناً بالروح القدس والذي صار حقاً إبنها في الجسد ليس سوى إبن الآب الأزليّ ، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.
والكنيسة تعترف بأنّ مريم هي حقاً والدة الإله".
منذ إعلان الصيغ الأولى للإيمان، إعترفت الكنيسة أنّ يسوع جرى الحبل به بقوّة الروح القدس وحدها، في حشا العذارء مريم، مثبته أيضاً الناحية الجسدية في هذا الحدث: يسوع حبل به "من الروح القدس بدون زرع رجل" والآباء يرون في الحبل البتولي علامة لأن هذا هو حقاً إبن اللهالذي آتى في ناسوت كناسوتنا:قال في هذا المعنى القديس إغناطيوس الإنطاكي (أوائل القرن الثاني):
"إتضح لي أنكم على أشد اليقين في ما يتعلق بربنا الذي هو في الحقيقة من ذرية داود بحسب الجسد، وابن الله بحسب إ اردة الله وقدرته، ومولود حقاً من عذراء (...) وقد سمر حقاً من أجلنا في جسده فيعهد بنطيوس بيلاطس (..) فتألم حقا، والكنيسة ترى في ذلك إنجاز الوعد الإلهي الذي نطق به النبي أشعيا قائلاً:"ها إن العذارء تحبل وتلد ابنا" ، (أش ٧ / ١٤ )، آمــــــــــــين.