أسرار التنشئة المسيحية تمنح الإنسان حياة المسيح الجديدة ولكن هذه الحياة إنما نحملها في آنية من خزف.
- إنّ الرب يسوع المسيح طبيب نفوسنا وأجسادنا الذي غفر للمقعد خطاياه وأعاد إليه صحّة البدن أراد لكنيسته أن تواصل في قوّة الروح القدس عمل الشفاء والخلاص حتى لأعضائها أنفسهم وهذا ما يهدف إليه سرّ الشفاء سرّ التوبة وسرّ مسحة المرضى.
- سرّ التوبة والمصالحة -
– إنّ الذين يقبلون إلى سرّ التوبة يصيبون من رحمة الله مغفرة الإهانة التي ألحقوها به ويتصالحون في الوقت نفسه مع الكنيسة التي جرحوها بخطيئتهم والتي تسعى بمحبتها ومثالها وصلاتها في سبيل توبتهم.
- الخطيئة هي أولاً إهانة للّه وقطع للشركة معه. وهي، في الوقت نفسه مساس بالشركة مع الكنيسة. ومن ثم فالإرتداد يستنزل علينا صفح الله، ويحقّق المصالحة مع الكنيسة، في آن واحد.
وهذا ما يوحيه ويحققه، ليتورجيا، سرّ التوبة والمصالحة.
الله وحده يغفر الخطايا.
- لقد أراد المسيح أن تكون كنيسته بكاملها، في حياتها وصلاتها وتصرفها، علامة ووسيلة للمغفرة والمصالحة اللتين إستحقهما لنا بثمن دمه بيد أنّه وكَّل إلى خلفائه في الخدمة الرسوليّة ممارسة سلطان الحلّ، وفوّض إليهم "خدمة المصالحة" فالرسول مبعوث "بإسم المسيح"، "والله نفسه" هو الذي، من خلاله، يحثّ ويناشد: "صالحوا الله" في الكلمة التي وجّهها المسيح رسمياً إلى سمعان بطرس :
"سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات " ( متى ١٦ / ١٩ )
"مهمّة الربط والحل هذه التي أعطيت لبطرس، قد أعطيت أيضاً لهيئة الرسل متّحدين برئيسهم ".
فالمصالحة مع الكنيسة لا تنفصل عن المصالحة مع الله.
- ويرى آباء الكنيسة في هذا السر "خشبة (خلاص) جديدة بعد الغرق الذي يحدثه فقدان النعمة".
- مفاعيل هذا السرّ -
"كلّ مفعول سرّ التوبة أن يعيدنا على نعمة الله ويضمّنا إليه في صداقة قصوى".
هدف هذا السرّ ومفعوله هو إذاً أن نتصالح مع الله.
إنّ الذين يقبلون إلى سرّ التوبة بقلب منسحق، وإستعداد ورع "يشعرون من بعده بسلام الضمير وراحته، تُرافقهما تعزية روحية قوية".
وذلك بأنّ سر المصالحة مع الله يجلب لنا "قيامة روحية" حقيقة وإسترداداً لما يملكه أبناء الله، في حياتهم.
- هذا السرّ يصالحنا مع الكنيسة
فالتائب الذي شمله الصفح يصالح ذاته في عمق كيانه، حيث يستعد حقيقته الباطنة؛ ويصالح إخوته الذين أهانهم، نوعاً ما، وجرحهم؛ ويصالح الكنيسة بل الخليقة كلها".
نيل الغفارن من الله بواسطة الكنيسة :
- تحظى"بالغفران "بواسطة الكنيسة التي نالت من المسيحي يسوع سلطان الحل والربط.
فبقوّة هذا السلطان، تتوسّط الكنيسة للمسيحي، وتفتح له كنز إستحقاقات المسيح والقدّيسين، وتنال له،من لدن أبي المراحم ، ترك العقوبات الزمنيّة الناجمة عن خطاياه.
وهكذا، لا تبغي الكنيسة أن تغيث هذا المسيحي فحسب، بل أن تستحثه على القيام بأعمال تقوى وتوبة ومحبة.