26 Sep
26Sep
إعلان خاص

أسرار الشفاء


الأسرار التنشئة المسيحية تمنح الإنسان حياة المسيح الجديدة ولكن هذه الحياة إنما نحملها في آنية من خزف.


- إن الرب يسوع المسيح طبيب نفوسنا وأجسادنا الذي غفر للمقعد خطاياه وأعاد إليه صحة البدن أراد لكنيسته أن تواصل في قوّة الروح القدس عمل الشفاء والخلاص حتى لأعضائها أنفسهم وهذا ما يهدف إليه سرّ الشفاء سرّ التوبة وسرّ مسحة المرضى.






- مسحة المرضى -



- "بالمسحة المقدسة المقرونة بصلاة الكهنة، الكنيسة كلها تشفع بالمرضى لدى الرب الذي تألم ليعزيهم ويخلصهم، وتحثهم على أفضل من ذلك، أن يشتركوا إشتراكاً طوعياً في آلام المسيح وموته، فيؤدوا بذلك قسطهم في ما يعود على شعب الله بالخير".

- لقد كان المرض والعذاب دائماً من أخطر المعضلات الملمة بالحياة البشرية.

ففي المرض يختبر الانسان مدى عجزه وحدوده ومحدوديته.

وكل مرض يتراءى لنا الموت من خلاله.


- وقد يقود المرض إلى الجزع والانكفاء على الذات، بل إلى اليأس والثورة على الله أحياناً.

ولكنه قد يصير الانسان أكثر نضجاً، ويساعده في تمييز ما ليس جوهرياً في حياته، فيرتد إلى ما هو جوهري. وقد يفضي المرض، غالباً جداً، إلى التماس الله والعودة إليه.





- المسيح الشافي -



- شفقة المسيح على المرضى وشفاؤه كثيرين بعلل من كل نوع هما الدليل الساطع علىأن "الله قد افتقد شعبه"، وأن ملكوت الله قد أضحى قريباً جداً.

ولم يكن يسوع ليملك سلطان الشفاء وحسب، بل سلطان مغفرة الخطايا أيضاً.

لقد جاء ليبرئ الانسان كله، جسداً وروحاً.

إنه الطبيب الذي يحتاجه المرضى.

وقد أوغلت به شفقته على كل المعذبين إلى حد التماهي وإياهم، "كنت مريضاً فُعد تُموني" ( متى ٢٥ / ٣٦ ).

هذه المحبة التي آثر بها السقماء ما مازالت توقظ لدىالمسيحيين، عبر الأجيال، تنبهاً خاصاً لجميع المعذبين جسماً وروحاً، وهي مصدر الجهود المتواصلة للتخفيف عنهم.


- إن الكنيسة تؤمن وتعترف بوجود سر ّمن الأسرار السبعة، يهدف خصوصاً إلى مساندة المبتلين بالمرض، وهو مسحة المرضى:"هذه المسحة المقدسة قد وضعها المسيح ربنا سرّ من أسرار العهد الجديد، بالمعنى الحقيقي ًوالحصري وقد ألمح إليه القديس مرقس، وأعلنه يعقوب الرسول أخو الرب، وأوصى به المؤمنين".






في حال المرض الخطير


- سرّ مسحة المرضى "ليست سرّ مقصورا على من بلغوا الغاية القصوى من الحياة. ومن ثم، ًًفالميقات المناسب لقبولها هو، في الحقيقة، عندما يبدأ المؤمن يتعرض لخطر الموت.

- إذا إستعاد المريض عافيته بعد قبوله المسحة، يجوز له، كلما جد عليه مرض خطير، أن يقبل هذا السر ثانيةً .

وحتى في غضون ذات المرض، " فليدعُ كهنة الكنيسة"

- الأساقفة والكهنة هم وحدهم َخَدمة سر مسحة المرضى.

وواجب الرعاة أن يحيطواالمؤمنين علماً بفوائد هذا السر.

الليتورجية ترمز إلى النعمة التي ينالها المرضى من هذا السر.






مفاعيل الإحتفال بهذا السّر



- موهبة الروح القدس.


أولى نعم هذا السر هي نعمة تعزية وسلام وصبر للتغلب علىالصعاب التي تلازم حالة المرض الثقيل أو وهن الشيخوخة.
هذه النعمة هي عطية من الروح القدس، تجدد الثقة والإيمان بالله وتقوي النفس في مواجهة وساوس الشيطان واجتذاب النفس إلى اليأس والجزع من الموت.
معونة الرب هذه، بقوة روحه، تهدف، ولا شك، إلى شفاء نفس المريض، ولكن إلى شفاء جسده أيضاً، إذا كانت تلك مشيئة الله. "وإن كان قد اقترف خطايا، تُغفر له" ( يعقوب ٥ / ١٥ ).

فالعذاب الذي ينجم عن الخطيئة الأصلية يكتسب معنى جديداً، ويصبح إشتراكاً في عمل يسوع الخلاصي.

- إن الكنيسة، بإحتفالها بهذا السر، في شركة القديسين، تشفع إلى الله لخير المريض، كما أن المريض يساهم هو أيضاً، بنعمة هذا السر، في تقديس الكنيسة وخير كل الذين تتألم الكنيسة لأجلهم، وتقرب ذاتها، بالمسيح، إلى الله الآب.




- تأهب للعبور الأخير


- لئن كان سر مسحة المرضى ُيمنح لجميع الذين ُيعانون من أمراض وأسقام ثقيلة، فهو ُيمَنح، بأولى حجة، للمشرفين على النزوح من هذه الحياة، مما دفع إلى تسميته أيضاً "بسر المنتقلين". إن مسحة المرضى تُتم َشَبهنا بموت المسيح وقيامته، كما ابتدأت المعمودية بذلك، وتُتوج المسحات المقدسة التي تتخلل مختلف مراحل الحياة المسيحية، فمسحة المعمودية تثبت فينا الحياة الجديدة، ومسحة التثبيت أو الميرون تُقوينا في جهاد هذه الحياة. وأما المسحة الأخيرة فتحصن نهاية حياتنا الأرضية بسور متين، تأهباً للصراعات الأخيرة قبل دخولنا بيت الآب.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.